أخي الكريم / أختي الكريمة ...من أنا ..؟! من أنت ..؟! حتى نعرض أنفسنا لسخط الله ونقمته ..من أنت أيها المسكين حتى تعصي إله الأولين والآخرين ، وقيوم السموات والأرض ..؟!
من أنت أيها الضعيف حتى تُعصي القوي ..؟!
ولا أقوى من خالق ، ولا ضعيف أضعف من مخلوق ، ولا مهرب من الله إلا إليه ّ..!!
وكيف تهرب منه وأنت تتقلب بين يديّ طالبك ..!!
وكيف تعجزه وناصيتك بيده وأنت في قبضته ..!!
أفكر في موتي وبعد فضيحتي ...فيحزن قلبي من عظيم خطيئتي ...
وتبكي دما عيني وحق لها البكا ...على سوء فعلي وقلة حيلتي ...
إن من تذكّر عظمة العظيم سبحانه قبل الوقوع في المعصية انفطر قلبه وانصدع ، وذاب خشية وانخلع ، وابتعد عن الذنب وامتنع ...
قال الفضيل بن عياض – رحمه الله - : (( بقدر ما يصغر الذنب عندك يعظم عند الله ، وبقدر ما يعظم عندك يصغر عند الله )) ...
قال تعالى : (( ما لكم لا ترجون لله وقارا )) سورة نوح /13قال ابن عباس – رضي الله عنه - : ما لكم لا تعضمون الله حق عظمته ..؟!
فمن أنا ..؟! من أنت أيها العبد الذي تتقلب بين يدي سيدك ومولاك ..؟!
ولا تملك لنفسك نفعاً ولا ضراً ، ولا حولاً ولا طولاَ ، ولا موتاً ولا نشوراً ، تعصي من ملأت كل شيئ عظمته ، وقهر كل شيئ ملكه ، وأحاط بكل شيئ علمه ، من بيده مقاليد الأمور وتصريف الأحوال ، وأمره بين (( الكاف )) (( والنون )) ...
(( إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون "82" فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيئ وإليه ترجعون )) سورة يس / 82 و83 ...
المصدر كتيب عظمة من عصينا ...